October 1, 2024

نداء عالمي للتحرك: وقف إطلاق النار في لبنان‎


ينفطر قلبي وأنا، ابنة سوريا ولبنان، أشاهد كيف تنهال الهجمات الإسرائيلية المدمرة على عائلتي وأحبابي في لبنان. قبل أن تجبرني فظائع نظام الأسد على الهروب من دمشق، والتي لا تبعد عن بيروت إلا بمسافة قصيرة، كانت بيروت هي بيتي الثاني، وما تزال البيت الثاني لأكثر من مليون ونصف لاجئ/ة سوري وسورية يعيشون الآن في لبنان.

ولكن الآلاف منهم أُجبروا هذا الأسبوع على الهروب مرة أخرى خوفاً على حياتهم، وحتى الطرقات التي تستخدم للنزوح تعرضت للقصف بالقنابل. مُنع العديد من اللاجئين واللاجئات السوريين من دخول بعض مراكز الإيواء حيث تتزايد العنصرية ضدهم ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية في لبنان.

نجد أنفسنا نحن السوريات والسوريون مخذولين مرة أخرى من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمجتمع الدولي والكثير منا بدون مأوى من القصف مثلنا مثل عشرات الآلاف من المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين الذين يتعرضون أيضاً للهجمات. فمنذ يوم الاثنين، قُتل ما يقارب 700 شخص ونزح نصف مليون. الجميع بحاجة عاجلة إلى الحماية الآن ويجب علينا أن نتحد معاً في المطالبة بذلك.

إن تعبنا وإرهاقنا اليوم يرعبنا ولكن يجب أن لا نيأس الآن. فممثلو جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مجتمعون في نيويورك لحضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة وهو محفل يمكن من خلاله، بل ويجب، أن تتخذ فيه قرارات هامة – إذا عملنا معاً على جعل أصواتنا أعلى من أصوات منكري جرائم الحرب

 

هل ستنضمون إلينا وتوقعوا على العريضة لتكونوا جزءاً من دعوتنا العالمية للتحرك؟ دعونا نحث جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في المنطقة ووضع حد لمبيعات الأسلحة لإسرائيل وحماية جميع المدنيين/ات بمن فيهم اللاجئين/ات السوريين/ات في لبنان.

إن حجم الهجمات التي شنتها إسرائيل خلال العام الماضي لم يسبق لها مثيل وترقى إلى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. ولحماية المدنيين في المنطقة بأسرها يجب أن نحقق وقف إطلاق النار. وهذا يعني أن التدفق الدولي للأسلحة نحو إسرائيل يجب أن يتوقف.

أكره الحرب كما يكرهها أصدقائي وعائلتي في لبنان. لن ننسى أبداً حصارات التجويع والفظائع التي يرتكبها حزب الله في سوريا لدعم نظام الأسد. إن الإفلات من العقاب خطير جداً على الإنسانية جمعاء وعدم محاسبة مجرمي الحرب يسمح لكل المستبدين بارتكاب المزيد.

يجب على صناع القرار إيجاد طريقة لحماية جميع الناس بشكل عادل. وفي ظل عدم وجود مكان يذهبون إليه مع تفاقم الهجمات، يواجه آلاف اللاجئين السوريين/ات احتمالات مرعبة بإجبارهم على العودة إلى سوريا من قبل السلطات اللبنانية وحرمانهم من الحصول على مأوى آمن لهم في لبنان. وقد تم بالفعل ترحيل أكثر من 13,000 قسراً ودفعهم إلى العودة إلى سوريا العام الماضي بالرغم من المخاطر الحقيقية في تعرضهم للاعتقال التعسفي والموت تحت التعذيب على يد النظام السوري.

تنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الوقت الحاسم، ولكن لا يمكننا أن نسمح للأصوات المتشائمة – والمصالح الخاصة – بتحويل العمل إلى مداولات. لقد حان الوقت الآن لدفع قادة العالم إلى التحلي بالجرأة. يرجى التوقيع على العريضة الآن ومشاركتها على نطاق واسع. إذا تحركتم أنتم والآلاف من الآخرين حول العالم الآن، يمكننا أن نحشد الدعم خلال عطلة نهاية الأسبوع هذه – لتحدي كل الدول المجتمعة في نيويورك لاتخاذ إجراءات لإنقاذ الأرواح قبل اختتام أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.