August 30, 2024

ملك الثقوب


اسمي خالد ضوا وأنا نحات سوري. في هذا الصباح وخارج مقر الأمم المتحدة في جنيف، قمت بتحطيم تمثال صنعته، يبلغ ارتفاعه أكثر من ثلاثة أمتار لشخصية دكتاتور “ملك الثقوب”، قطعة قطعة. كنت مع الناجين/ات وعائلات المختفين/ات قسراً في سوريا وهم يحملون صور أحبائهم.

إن تحطيم التمثال اليوم في اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري هو طريقة لإظهار هشاشة نظام الأسد وجميع الأنظمة المبنية على الظلم والعنف والقمع. وهو تذكير بأن محاسبة النظام وإطلاق سراح جميع المختفين/ات قسرياً يجب أن يكون الأساس لأي عملية سلام سياسية في سوريا.

مثل العديد من السوريين/ات، كان لدي تجربة شخصية مع وحشية نظام الأسد عندما تم اعتقالي بشكل تعسفي في عام 2013. وعند إطلاق سراحي شعرت وكأنني ولدت من جديد، وما زالت أحمل معي سؤالاً ثقيلاً: ولكن ماذا عن الباقين/ات؟

نحن هنا في جنيف للمطالبة ببذل المزيد من الجهود لإنقاذ أصدقائنا وأحبائنا. لقد مر عام منذ وعدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء مؤسسة جديدة هنا للكشف عن مصيرهم، ولكن لم نشهد إنجاز الكثير حتى الآن.

من فضلكم، ساعدوا في زيادة الضغط عن طريق إرسال رسالة إلى ممثل/ة بلدكم في الأمم المتحدة – وحثه على تسريع عمليات البحث عن أحبائنا المختفين/ات في سوريا.

 

لقد عرضت عمل ملك الثقوب لأول مرة في عام 2021 في باريس حيث أعيش الآن، ثم تركته عمداً ليتهالك بعوامل الطبيعة لمدة عامين في غابة عامة لكسر الصلابة الظاهرية لرمز القمع. خلال هذه الفترة، لم تتوقف عمليات الاعتقال والاختطاف في سوريا مع توثيق اعتقالات تعسفية جديدة كل شهر. الوقت ينفد منا للعثور على أحبائنا ولقد قُتل عشرات الآلاف تحت التعذيب أو التجويع.

لكن ذلك يُنسى أحياناً، إذ يسعى النظام إلى إعادة فتح العلاقات مع دول أخرى تحت ذريعة كاذبة مفادها أن سوريا أصبحت الآن آمنة. وأخيراً، فإن تحطيم العمل الفني هنا في جنيف هو بمثابة احتجاج تعبيري مع الناجين/ات من الاعتقال وعائلات المعتقلين/ات والمختفين/ات قسراً. وآمل أن يحث هذا العمل الأمم المتحدة على اتخاذ خطوات ملموسة لكشف الحقيقة حول مصير الأشخاص المختفين/ات في سوريا.

 

كان تحطيم التمثال لحظة قوية: كنا لا نفكر سوى بما يقارب ال 157 ألف شخصاً الذين تم اعتقالهم تعسفياً وأخفوا قسرياً في سوريا بعد اختطافهم عند نقاط التفتيش أو من منازلهم وأماكن عملهم.

في حين آمل أن يلفت هذا العمل الانتباه إلى الحاجة الملحة لإنقاذ المعتقلين/ات في سوريا وإطلاق سراحهم، فإنه من الممكن إحداث تغيير حقيقي إذا اتخذ مواطنون ومواطنات مهتمون مثلكم في جميع أنحاء العالم إجراءات فعالة. كان تشكيل مؤسسة الأمم المتحدة للمفقودين/ات في سوريا إنجازاً تاريخياً للضحايا والناجين/ات ولكن عاماً كاملاً قد مر ويجب أن تبدأ في تقديم الإجابات.

لهذا السبب أطلب منكم دعم هذا اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري من خلال كتابة رسالة إلى ممثل/ة بلدكم لدى الأمم المتحدة. تتمتع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بقوة حقيقية للضغط على النظام، وقد أنشأ فريق حملة من أجل سوريا أداة تجعل من السهل إرسال رسائل البريد الإلكتروني إليهم – ولن يستغرق الأمر سوى دقيقة أو دقيقتين.

يوماً ما في سوريا التي تعمها الحرية والسلام، سنتمكن من إعادة بناء عمل فني يمثل الرؤية النهائية لهذا المشروع: الحرية والعدالة لكل من اختفى قسراً. أتطلع إلى مشاركة هذا العمل معكم.

خالد