حتى الآن، وقعت 335 امرأة سورية وحلفائهن على هذه الرسالة، مما يؤكد التزامهن بتشكيل مستقبل سوريا.
إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس،
حتماً لم تتسبب حملة عسكرية قادها رجال يحملون أسلحة بسقوط نظام الأسد الإجرامي. فما حدث في الأسابيع القليلة الماضية ما هو إلا خطوة أخيرة سبقتها أربعة عشر عاماً من شجاعة نساء ورجال سوريا في المطالبة بالتغيير.
لقد كان لنساء سوريا وكل من وقف معنا دوراً محورياً في دعم رؤيتنا لمستقبل حر وكريم وديمقراطي لسوريا، وفي ضمان وجود مجتمع مدني قوي قادر على مساءلة السلطات والمجتمع الدولي عن انتهاكات استمرت لأكثر من عقد من الزمن. من الصفوف الأولى لمظاهرات الثورة السورية إلى وقوفنا في وجه القمع والتطرف. ثم كمناصرات لحقوق الإنسان وناشطات في كل زاوية من هذا العالم بالإضافة إلى مخاطبة العديدات منا لك ولمجلس الأمن.
واجهنا كنساء وفتيات ولا نزال نواجه انتهاكات صارخة مثل التعذيب والاعتقال والقوانين الأبوية والعنف في منازلنا. وتتعرض زميلاتنا الصحفيات والمدافعات الحقوقيات لهجمات وتهديدات متعمدة ومباشرة. لم نتوقف عن المطالبة بحقوقنا منذ اندلاع الثورة ولقد آن الأوان أن نتحرك وننالها الآن.
لماذا إذاً تعقدون محادثات حول مستقبل سوريا دون مشاركة نساءها؟ ينبغي أن تكون رؤيتنا لمجتمع ديمقراطي شامل حجر الأساس لكتابة الدستور الجديد وينبغي لنا من الآن فصاعداً أن نقود النقاشات التي من شأنها المساهمة في تصميم المؤسسات القانونية والوزارية والمدنية.
لقد ساعد عملنا الجماعي في إنشاء مؤسسة أممية معنية بالمفقودين-ات في سوريا وأدى انضمامنا للحركة العالمية من أجل العدالة إلى إجراء العديد من محاكمات جرائم الحرب في مدن أوروبية – كلها خطىً أساسية في طريق العدالة والمساءلة.
اليوم لدينا فرصة هامة جداً لا يمكن أن نفوتها. فرصة نادرة لتحقيق تمثيل حقيقي للسوريات والسوريين بكل تنوعاتنا. وسيتطلب هذا وجود ممثلات وممثلين عن كافة المجتمعات في المحادثات حول مستقبل سوريا. نعلم جميعنا بأن الطريق إلى الأمام لا يمكن أن يكون بقيادة مجموعات مسلحة ولا قوى خارجية.
تطالب الناجيات والناجين من جرائم الحرب بتحقيق العدالة في قاعات المحاكم ولكن العدالة تعني أيضاً الحكم العادل والشفاف في المرحلة التالية من تاريخ سوريا، ما يعني قيام حكومة شاملة تصون الحريات المدنية والديمقراطية بخدمة شعب سوريا.
نحن نساء تسعى لحماية حقوق الإنسان، ولا نقبل أبداً هذا الإقصاء المخزي للقيادات النسائية ضمن الحكومة الانتقالية أو أن نُستبعد من المحادثات الدولية حول مستقبلنا نحن. الحل الوحيد لكل هذا هو ضمان قيادة نساء سوريا لهذه المرحلة وبقوة نحو الحكومة المستقبلية.
إن الرضوخ لأي شيء أقل من ذلك لن يبني السلام والحرية لجميع السوريات والسوريين.
إذا كنت-ي ترغب-ين في التوقيع لدعم النساء السوريات و مطالبهن، اضغط-ي هنا.