June 29, 2023

تصويت الأمم المتحدة لصالح إنشاء مؤسسة دولية للمغيبين قسراً في سوريا هو انتصار لمجموعات الضحايا والعائلات


في تصويت تاريخي في الاجتماع العام للأمم المتحدة اليوم، أصدرت الدول الأعضاء قراراً  بإنشاء أول مؤسسة دولية مستقلة في العالم مهمتها كشف مصير ومكان عشرات الآلاف من المغيبين قسراً في سوريا.

كانت قد طالبت عشر روابط ومجموعات للضحايا والعائلات، والتي تشكل ميثاق الحقيقة والعدالة، بهذه المؤسسة كأداة رئيسية لمعرفة مصير أكثر من مئة ألف ممن لا يزالون مغيبين ومختفين قسراً في سوريا، معظمهم على يد نظام الأسد وآخرون على يد تنظيم داعش ومجموعات مسلحة أخرى.

تقول ليلى كيكي المديرة التنفيذية لحملة من أجل سوريا رداً على التصويت اليوم:

“إن التصويت التاريخي اليوم لإنشاء مؤسسة دولية لكشف مصير المغيبين قسراً في سوريا هو انتصار لكل عضوات وأعضاء مجموعات الضحايا والعائلات والذين ناضلوا بكل شجاعة وإصرار من أجل حقهم في معرفة الحقيقة حول أحبائهم المفقودين قسراً. بعد سنوات من تقاعس وعدم مبالاة المجتمع الدولي، فإن عملية تجميع المعلومات لمعرفة مكان ومصير المغيبين آن لها أن تبداً أخيراً.

إن نتيجة التصويت اليوم هي خير شاهد على شجاعة وإصرار وتفاني مجموعات وروابط الضحايا والعائلات الذين بدل أن يسمحوا لعدم المعرفة والمعاناة التي عاشوها أن تهزمهم، فإنهم اجتمعوا معاً لإظهار القوة والأمل والتضامن للدفاع عن قضيتهم وحققوا نتائج استثنائية. نقف احتراماً لشجاعتهم ولكل ما عملوا على تحقيقه.

مع سعي المزيد والمزيد من الدول إلى تطبيع العلاقات مع الأسد، يلقي هذا القرار ضوءاً مهماً على استخدام نظامه الوحشي للإخفاء القسري الممنهج وواسع النطاق كأداة للقمع من أجل إبقاء قبضته على السلطة وبث الرعب في قلب الشعب السوري. ولكن نتيجة اليوم تظهر أن الناس لن يتم إسكاتهم.

إن إنشاء مؤسسة دولية من أجل المغيبين قسراً هي خطوة أولى في طريق طويل نحو الحقيقة والعدالة في سوريا. الآن سيبدأ النضال لضمان إنشاء المؤسسة بشكل سريع وأن يتمركز عملها حول مطالب مجموعات الضحايا والعائلات ومنحها السلطة والموارد اللازمة لإحداث فرق حقيقي”.

تقول فدوى محمود، إحدى مؤسسات عائلات من أجل الحرية وهي حركة بقيادة نسائية تناضل من أجل المعتقلين/ات والمغيبين/ات قسراً والتي تبحث عن إجابات حول ابنها ماهر طحان وزوجها عبد العزيز الخير واللذان غيبهم النظام السوري قسرياً منذ عام ٢٠١٢:

“عندما اختفى زوجي وابني شعرت بأن جزءاً من قلبي ذهب معهم. لقد حاولت وبكل ألم البحث عن أجوبة حول مصيرهم في السنوات العشر الماضية واستنفدت كل ذرة من طاقتي وقوتي من أجل رفع صوتي لضمان أن العالم لن ينساهم. إن نضالي ليس فقط من أجل عائلتي وإنما من أجل كل العائلات السورية الذين اختفى أحبائهم قسراً. بعد سنوات من صمت المجتمع الدولي، نشهد أخيراً تحركاً ملموساً وأستطيع الآن أن أسمح لنفسي بالشعور ببعض الأمل بأننا سنحصل على إجابات يوماً ما.”

تقول ياسمين مشعان، إحدى مؤسسات رابطة عائلات قيصر:

“نتيجة التصويت اليوم هي انتصار لنا كروابط للضحايا والعائلات بعد كل الجهود التي بذلناها للمطالبة بحقنا في الحقيقة. بالتصويت لصالح القرار فإن المجتمع الدولي قد أدرك أخيراً المعاناة المروعة التي أُجبرت عائلات عشرات الآلاف من المختفين والمغيبين قسراً في سوريا على تحملها لسنوات طويلة. نحن نعلم بأن هذه العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً ولن تخلو من التحديات ولكن إنشاء هذه المؤسسة يعد خطوة أولى مهمة جداً للكشف عن مصير أحبائنا. الآن يبدأ عملنا للتأكد بأن تلعب روابط ومجموعات العائلات والضحايا دوراً أساسياً ومركزياً لضمان فعالية المؤسسة بمجرد إنشائها.”

يقول أحمد حلمي، ناجٍ من التغييب القسري ومؤسس حركة تعافي:

“تصويت اليوم هو خطوة مهمة تضمن أن أي حل للنزاع في سوريا لن يتجاهل حق العائلات الأساسي في معرفة مصير أحبائهم. إن إنشاء مؤسسة للمغيبين قسراً في سوريا هو أمر غير مسبوق في تاريخ الأمم المتحدة وستكون هذه الهيئة الدولية هي الأولى من نوعها والتي تعمل بشكل حصري على البحث عن إجابات حول المغيبين قسراً وأيضاً ستكون أول مؤسسة تم تصورها والمطالبة بها من قبل الناجين وعائلات الضحايا وبمشاركتهم بشكل كامل.”