March 18, 2024

إليها هي، رسالة من فنانة سورية


هذه الرسالة من الفنانة السورية ديمة نشاوي – هدية للمرأة السورية بعد مرور 13 عاماً على الثورة، للاطلاع على أحدث أعمالها الفنية

يصادف اليوم ذكرى انطلاق الثورة السورية التي بدأت منذ 13 عاماً، عندما نزل المتظاهرون/ات الشجعان/الشجاعات إلى الشوارع للمطالبة بالحرية والديمقراطية. كانت الثورة نقطة تحول بالنسبة للعديد من النساء في سوريا، وأنا نفسي تغيرتُ تماماً. بدأت باتخاذ قرارات كبيرة فيما يتعلق بأهدافي الشخصية وعبرتُ عن نفسي أكثر من خلال فني، رسمت كل ما بوسعي للحفاظ على ذكرى الأحداث من حولي.

لقد تغيرت النساء اللواتي عرفتهن أيضاً. إنهن يُدهِشْنني حقاً لأنني أعرف جيداً الأعراف المجتمعية التي قُمنَ بمواجهتها، وكيف صمدنَ حتى عندما بدا التغيير مستحيلاً. إن قوة مبادئنا منذ 13 عامًا هي التي تدفعنا لمواصلة طريق النضال والمقاومة، وبالنسبة لي على الاستمرار بالرسم لمقاومة كل تحديات الحصار والقصف بالسلاح الكيماوي والتهجير القسري. هذا العام وبينما أواصل العمل جنباً إلى جنب مع أصدقائي وزملائي وزميلاتي، أفكر في الدور القوي الذي تلعبه المرأة في ثورة الكرامة.

شاهد/ي وشارك/ي هذا الفيديو الذي أعددناه، لنحتفل بكل امرأة سورية لعبت دورها في الضغط من أجل التغيير.

لقد كانت الأسابيع الماضية بمثابة تذكير وحشي بالتحديات التي ما تزال النساء والرجال يواجهونها في سوريا. في 26 فبراير/شباط، قُتلت الناشطة النسوية “هبة حاج عارف” في شمال غرب سوريا، على الأرجح بسبب عملها الذي يسلط الضوء على الانتهاكات الحاصلة. وفي 28 شباط/فبراير، أطلق النظام النار على متظاهرين سلميين في السويداء جنوبي سوريا، ما أدى إلى مقتل رجل. كما تم مؤخراً اعتقال طفل يبلغ من العمر تسع سنوات لأنه قام بالرسم على صورة الرئيس.

وبعد كل إخفاقات القانون الدولي في حماية المرأة وحقوق الإنسان في سوريا وفلسطين والسودان والعديد من البلدان الأخرى، يجب علينا أن نواصل العمل من أجل مستقبل أفضل. يجب علينا تغيير القوانين المحلية وأن نسترد أراضينا من الاحتلال ونتحدى المعايير الأبوية والمقيدة في ثقافاتنا وندعم النساء ومجتمعاتهن، بما في ذلك الرجال والأسر والأطفال. إن النساء القويات يعكسنَ مجتمعات قوية، وهو ما يجب أن نستمر جميعاً بالعمل عليه بينما نناضل من أجل بناء سوريا حرة وديمقراطية.

رسمت كفنانة القوة التي أراها في كل امرأة سورية أعرفها في هذا العمل الفني. أردت أن أقدم هذا العمل للناشطات النسويات اللاتي ما زلن يطالبن بحقوقهن، وللنساء اللاتي يبحثن عن أحبائهن المختفين/ات في السجون. أردت الاحتفال بالرجال والنساء الذين ما زالوا يتظاهرون في الشوارع في سوريا، لنتذكر كل أولئك الذين قُتلوا وعُذبوا و هُوجموا بسبب إيمانهم بـ سوريا أفضل.

آمل أن يساهم عملي في الحفاظ على ذاكرتنا الثقافية وسرديتنا وتعزيز جهود المرأة السورية، لكي يتمكن الجيل القادم من رؤية ومعرفة ما حدث. يداً بيد وبالتعاون مع حلفائنا حول العالم، سنواصل العمل لدعم قوانين حقوق الإنسان ومحاسبة الجناة على جرائمهم.

ساعدونا في الاعتراف والاحتفال بكل امرأة سورية لا تزال تؤمن بأن التغيير ممكناً. ساعدونا على تشجيع كل من مثلي، نحن الذين لا نتشبث إلا بالأمل. شاهد/ي وشارك/ي هذا الفيديو.

مع كل الحب والامتنان

ديمة

إليها هي
تلك التي تواجه الظلم بكافة أشكاله
وتطالب بإجابات عن أحبابها المختفين
تلك التي تحمي الحقيقة بعد كل هجوم
وتبقى هناك مع طلابها الخائفين
تلك التي ترعى مرضاها عندما تُقصف المشافي
وتخاطر بحياتها لتنقذ الآخرين من تحت الأنقاض
تلك التي تصنع من لا شيء وجبات طعام تحت الحصار
وتُحضر الجمال إلى أكثر الأماكن قسوة
تلك التي تخلق مساحات آمنة لأولئك المهجرات قسراً من بيوتهن
وترفض أن تُقصى وتفخر بمن هي
إلى المستمرة في النضال من أجل حقوقهن
وتلك التي ترجع الحياة إلى أرضها