February 7, 2024

إسماعيل العبد الله من الخوذ البيضاء يتحدث عن الاستجابة للزلزال


هذه الرسالة من اسماعيل العبد الله من الخوذ البيضاء، بعد مرور عام على الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا. إن جهود منظمة الخوذ البيضاء لمساعدة مجتمع يضم أكثر من 4 ملايين سوري على التعافي من الكارثة مستمرة – ساهم/ي بما تستطيع/ين لدعمهم: www.whitehelmets.org

منذ تطوعي مع منظمة الخوذ البيضاء عام 2013، اعتقدت أنني واجهت كل أشكال الرعب بدءًا من القذائف إلى الهجمات الصاروخية إلى الحصار والتهجير القسري. ولكن عندما ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة شمال غرب سوريا في الساعة 4:20 صباح يوم 6 فبراير/شباط 2023، أدركت أننا نواجه كارثة لاتشبه أي شيء شهدناه واستجبنا له من قبل.
في الساعة الخامسة صباحًا من ذلك اليوم، احتشدت فرقنا من متطوعي ومتطوعات الخوذ البيضاء في البلدات والقرى المتضررة لانتشال الأرواح من تحت جبال من الأنقاض. لقد فعلنا كل ما في وسعنا، بأيدينا العارية والمركبات والمعدات المحدودة التي لدينا، والتي تم توفيرها بفضل تبرع مجتمعاتنا المحلية والأشخاص أمثالكم/ن من داعمينا في جميع أنحاء العالم. لقد تمكنا من إنقاذ حياة 2,950 شخصًا وانتشال 2,172 من ضحايا الزلزال حتى تتمكن عائلاتهم من دفنهم بشكل كريم.

لقد مر عام وما زلت أشعر بألم كل حياة فقدناها في ذلك اليوم. لكن كان الوضع يتطلب استجابة تتجاوز إمكانياتنا بكثير. كنا بحاجة إلى الآليات الثقيلة والتكنولوجيا المتقدمة والطواقم المتخصصة. كنا بحاجة إلى حدود مفتوحة لنقل من هم في حالة حرجة للحصول على عناية طبية عاجلة. ربما كان بإمكاننا إنقاذ عشرة أرواح أخرى، أو حتى حياة واحدة أخرى. ولكن بدلاً من ذلك، كنا شبه معزولين عن العالم الخارجي، واستمرت الأنظمة الدولية التي خذلت الشعب السوري لأكثر من 12 عاماً في خذلاننا أثناء كارثة الزلزال.

وبالإضافة إلى البحث الفوري عن الناجين/ات، فقد أجرت فرقنا تقييمات للسلامة في المنازل والمباني العامة، وأزالت 442,000 متر مكعب من الأنقاض، وهو ما يكفي لملء 177 حوض سباحة أولمبي، وتسوية 887,000 متر مربع من الأرض، بحجم 124 ملعب كرة قدم، بما في ذلك إعادة فتح مناطق المخيمات والملاجئ الجماعية للنازحين بسبب الزلزال، وإعادة فتح الطرق التي تمثل شريان الحياة للمجتمعات التي تضم 800,000 شخصًا، وإعادة تأهيل إمدادات المياه وشبكات الصرف الصحي.
إن التعافي من كارثة بهذا الحجم هو عملية تستغرق سنوات، ولكن بدعمكم، نحن ملتزمون بمساعدة مجتمعاتنا على تحقيق الاستقرار بكل الطرق الممكنة. تشمل أعمالنا التأهيلية المدارس والجامعات والمراكز الطبية. ولمعالجة التأثير الطويل المدى للزلزال، فقد قمنا بتوسيع خدمات مراكزنا التي تقودها النساء لتشمل العلاج الفيزيائي والدعم النفسي، كما نقوم ببناء مراكز جديدة لعلاج السرطان.

ومع ذلك، فإن جهودنا تواجه تحديات مستمرة بسبب هجمات النظام السوري المتواصلة على المدنيين. منذ أكتوبر/تشرين الأول، استجابت فرقنا للهجمات على نطاق لم نشهده منذ عام 2020، بما في ذلك الهجمات على المدارس والأسواق والمزارع وسبل العيش التي تدعم المجتمعات. لقد استجبنا أيضًا للهجمات التي تستخدم الأسلحة المحرمة دوليًا مثل المتفجرات العنقودية والأسلحة الحارقة والصواريخ التي تحمل ألغامًا أرضية. نحن بحاجة إلى التزام دولي جاد لضمان حماية المدنيين، حتى يتمكن النازحون من العودة إلى منازلهم ويتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة دون خوف.
نحيي هذا الأسبوع الذكرى السنوية الأولى للزلزال المأساوي، وأود أن أتقدم لكم بالامتنان العميق مني ومن زملائي وزميلاتي في الخوذ البيضاء. حبكم و تضامنكم يجعل كل ما نقوم به ممكناً.