July 10, 2025

أوقفوا القتل الطائفي في سوريا

طالبوا بالعدالة اليوم.

هذه الرسالة من هنادي زحلوط، ناشطة وصحفية سورية تحكي فيها عن العنف الطائفي في الساحل. بينما ننتظر نتائج تحقيق الحكومة المؤقتة في المجازر، تدعونا هنادي لمشاركة قصص الناجين-ات والمطالبة بالعدالة. شاركوا رسالتها اليوم.

اسمي هنادي زحلوط، ومنذ أربعة أشهر قُتل إخوتي الثلاثة معاً أمام منازلهم، فقط بسبب طائفتهم الدينية.

في السابع من آذار/مارس، كانت مجموعة مسلّحة تابعة للحكومة المؤقتة تفتّش المنازل في صنوبر، قريتي الواقعة في ريف جبلة على الساحل السوري. اتصلت بي والدتي وكان صوتها يرتجف وبالكاد قادرة على الكلام من شدّة الخوف، حاولت طمأنتها بأن كل شيء سيكون على ما يرام. وأخبرتها بأنه مجرد تفتيش روتيني، لأننا ظننا في البداية أنهم يبحثون عن السلاح، وإخوتي سيكونون بأمان لأنه لايوجد أي سلاح في منزلنا ولم يحملوا السلاح يوماً.

في وقت لاحق من ذلك اليوم، علمتُ أن إخوتي الثلاثة الأكبر سناً، أحمد (58 عاماً) وعلي (52 عاماً) وعبد المحسن (56 عاماً)، قد أُطلق عليهم الرصاص في الشارع بعد رفضهم الركوع. كانوا أبطالاً حتى اللحظة الأخيرة.

في 7 آذار/مارس وحده، قُتل 236 مدني-ة في قريتي، في مذبحة طائفية أوسع نطاقاً على طول الساحل والتي قتل فيها ما يقارب 1,500 على مدى ثلاثة أيام.

نتوقع من الحكومة المؤقتة أن تصدر في أي لحظة نتائج تحقيقها في الجرائم التي ارتُكبت في الساحل. نحن نعرف الحقيقة ولكننا ما زلنا ننتظر الاعتراف بها. ننتظر الاعتراف بآلامنا وحقوقنا، وأن تتحمل السلطات مسؤوليتها، وأن يُحاكم المسؤولون عن هذه الجرائم. ما زلنا ننتظر المحاسبة والحقيقة.

إذا كنت من مستخدمي-ات وسائل التواصل الاجتماعي، يرجى التفاعل مع الرسالة ومشاركتها للتعبير عن التضامن، ولحثّ الحكومة المؤقتة على التحرك وكشف الحقيقة حول هذه المجازر.

لا تزال منطقة منزلي محاطة بنقاط التفتيش. تستمر عمليات القتل ويعيش الناس في خوف دائم عاجزين عن استئناف حياتهم أو حتى أداء مهامهم اليومية الأساسية كالزراعة أو التنقل في الطرقات. لا تزال عائلات الضحايا محرومة من دفن أحبائها بكرامة. يواصل الناجون-يات البحث عن التعافي لكن دون جدوى. المنازل مدمرة والأطفال يعيشون في رعب دائم.

حتى الآن لا يشعر الناس في المناطق الساحلية بالأمان الكافي للحِداد ضمن مجتمعاتهم وينتظرون ليجدوا مساحة آمنة للحزن على أحبائهم-ن. يجب أن تبدأ لجنة التحقيق التابعة للحكومة المؤقتة بكشف حقيقة ما حدث ووضع حد لعمليات القتل.

لا يزال العنف مستمراً رغم العديد من التحقيقات، بما في ذلك تقرير حديث لوكالة رويترز كشف سلسلة القيادة وراء المجازر وارتباطها المباشرة بالسلطات المؤقتة ووثّق الجرائم.

أرفع صوتي اليوم من جديد، تماماً كما كنتُ قبل سقوط النظام جزءاً من الثورة، أكتب وأوثّق الجرائم وأتظاهر.

اعتُقلت حينها ثلاث مرات على يد قوات الأسد وتعرّضت للتعذيب لقولي الحقيقة. أقف اليوم مرة أخرى إلى جانب الضحايا لأنقل قصصهم وأطالب بالعدالة.

من خلال مشاركة قصتي، يمكنكم المساعدة في مقاومة الإنكار والضغط على السلطات السورية لكشف الحقيقة.