February 14, 2025

والدي ما زال مفقوداً! انضموا إلى وفا في نضالها لكشف الحقيقة حول المختفين-ات قسراً في سوريا.


هذه رسالة من زميلتنا وفا مصطفى، التي اختفى والدها علي مصطفى قسراً على يد نظام الأسد عام 2013. الآن بعد سقوط النظام، ادعموا وفا ووقّعوا العريضة للمطالبة بكشف الحقيقة للعائلات التي ما زالت تبحث عن أحبّائها المفقودين-ات.

عندما فُتِح أول سجن في مدينة حلب في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، في الأيام التي سبقت هروب بشار الأسد، كان شعوري مختلطًا بين الأمل والخوف. حلمت أنا ووالدي علي مصطفى طوال حياتنا بسقوط هذا النظام، لكن غيابه منعني من الاحتفال بهذا الحدث، فقد اختطفه النظام من منزلنا في دمشق في 2 تموز/يوليو 2013.

علمّني والدي معنى الحرية، ولم أتوقف عن المطالبة بمعرفة مصيره منذ اعتقاله، على الرغم من مرور أيام وأسابيع ثم شهور وسنوات دون أي خبر عنه. بحثت من منفاي في برلين عن وجه أبي بين فيديوهات المعتقلين الذين أُفرِج عنهم مؤخراً. ومع الفوضى التي كنت أراها في مراكز الاعتقال والأوراق والوثائق المتناثرة، قررت العودة إلى سوريا في كانون الأول/ديسمبر بعد 11 عامًا من الغياب لأبحث عن إجابات بنفسي.

دخلت مراكز الاعتقال والمشارح في سوريا، علّي أجد أي دليل أو معلومة عن مصير والدي. لكن لا يجب أن يكون الأمر متروكًا لنا كأفراد كي نبحث وسط مئات الجثث والوثائق عن أحبائنا. ولهذا السبب فإننا كعائلات معتقلين ومعتقلات بحاجة ماسة لدعمكم للضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة والسلطات المؤقتة في سوريا للكشف عن مصير أحبائنا ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

يُقدّر أنّ 112,000 شخص لا يزالون في عداد المفقودين، بالإضافة إلى آلاف الأطفال الذين اختطفهم النظام. في هذه اللحظات الحاسمة وبينما نحن نبحث عن إجابات، هلّا وقعتم على العريضة للضغط على جميع السلطات المعنية؟ معًا يمكننا أن نطالب بالعدالة لمئات آلاف النساء والرجال والأطفال ممكن تعرّضوا للخطف والاعتقال والتعذيب.

عندما زرت مخيم اليرموك في دمشق، حيث كان والدي يعيش سابقاً، شاهدت بنفسي الدمار الهائل الذي خلّفه نظام الأسد. تظاهرت مع عائلات المعتقلين-ات وتحدثت مع الصحفيين-ات. كل ما أردته هو أن يستمع العالم، بمن فيهم السلطات الجديدة في سوريا، إلى مطالبنا وأن يساعدونا في محنتنا وفي حماية الأدلة. لكن مرّت أسابيع ولم نحصل على إجابات بينما نقف في وجه محاولات البعض لتجاهل الانتهاكات الجسيمة التي وقعت أو حتى محوها والضغط علينا لنسيان أحبابنا.

اجتمعت هذا الشهر أنا ووفد من العائلات مع رئيس المرحلة المؤقتة في سوريا أحمد الشرع لتقديم مطالبنا. أصررنا على ضرورة تعاون الحكومة المؤقتة مع العائلات والمجتمع المدني السوري والمؤسسات الدولية المعنية بالتحقيق في هذه الجرائم وطالبنا بأن تكون الحقيقة الكاملة عن مصير أحبائنا أولوية لديهم.

نضالنا لا يزال مستمرًا ولذلك نحتاج دعمكم في هذه المرحلة الحاسمة. يمكنكم مساعدتنا من خلال الضغط على الأمم المتحدة والصليب الأحمر والسلطات المؤقتة في سوريا للقيام بما يلزم للكشف عن مصير المختفين-ات ومحاسبة الجناة. هل ستوقعون العريضة لنُظهر للعالم أن آلاف الأشخاص في سوريا وخارجها لن يتوقفوا عن المطالبة؟

فخورة جداً بأن سوريا تخلّصت من الأسد ونظامه، وأننا أخيرًا أمام فرصة لا تعوض لبناء البلد الذي حلم به والدي والكثير منا. أؤمن أننا جنباً إلى جنب مع الناجين والناجيات من الفظائع وعائلات المعتقلين-ات، نمتلك قوة ضاغطة لضمان عدم تكرار فظائع الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري.

حُلمنا بسوريا حرة وعادلة وكريمة للجميع لن يتحقق إلا عندما تتحقق العدالة. ولكن لا تزال كل هذه الأحلام اليوم على المحك.

لنطالب معًا بجهد مشترك تقوده سوريات وسوريون وبالتنسيق مع عائلات كعائلتي، للتحقيق في الجرائم التي ارتُكبت في مراكز الاعتقال في سوريا ضد والدي وآلاف آخرين.