رسالة من حلب الشرقية المحاصرة – موطن لـ100 ألف من المدنيين ـ .
تنهال علينا القنابل في الوقت الذي نقوم بكتابة هذه الكلمات، عملَ لسنوات عدة المتطوعون الإنسانيون على حماية المدنيين في حلب. تضمن ذلك العمل في المستشفيات تحت الأرض، وإنقاذ عائلات بأكملها من تحت الأنقاض وخاطرو بحياتهم لتوثيق جرائم الحرب اليومية التي يرتكبها نظام الأسد وحليفته روسيا، لم يعد باستطاعتنا القيام بأكثر من ذلك.
نحن الآن محاصرون مع أكثر من 100,000 مدني في مساحة لا تتجاوز الـ 5 كيلو متر مربع ويترافق ذلك استمرار سقوط القذائف وتقدم قوات النظام للسيطرة على المنطقة المتواجدين فيها، يلجأ مثلا في بناء واحد أكثر من 500 شخص كما أن العائلات تختبئ تحت الأرض منذ أيام خوفًا من هذا القصف.
إننا ندعو المجتمع الدولي لتوفير ممر آمن للمدنيين المتبقيين في مدينة حلب للخروج منها، ونحن نعلم بأن الأمم المتحدة لديها خطة لإخلاء المدنيين عبر مرر مؤلف من 4 كيلومترات من غربي حلب إلى بر الأمان: يمكن لبضع عشرات من الحافلات والشاحنات أن تساعد على إجلاءَنا جميعًا خلال 24 ساعة. ومع ذلك، فنحن بحاجتكم لضمان سلامتنا وسلامة عمال الأمم المتحدة الذين يعملون على إخلائنا.
إذا بقينا تحت ظل هذا القصف وهذا الوضع، فنحن نخشى على حياتنا. من الممكن أن تؤخذ النساء إلى المخيمات، والرجال سيتم أخذهم لجهات مجهولة وكل من حاول مساعدة المدنيين سوف يواجه خطر الاعتقال أو الإعدام الميداني. لقد شهدنا احتجاز الآلاف من أبنائنا ورجالنا، وقد تم استهداف عدد لا يحصى من متطوعي الدفاع المدني السوري والأطباء والممرضين والعاملين في المجال الإنساني وتم قتلهم في الهجمات الوحشية التي قام بها النظام في حلب. لقد حاول النظام قتلنا على مدة خمس سنوات سابقة، نرجوكم أن لا تعطوهم الفرصة لذلك.
لا يمكننا أن نصدِّق أن أقوى الدول في العالم لا تستطيع تأمين الحماية لـ 100,000 مدني عبر 4 كيلومترات فقط إلى بر الأمان.
الموقعون:
الدفاع المدني السوري ( أصحاب الخوذ البيضاء)
جمعية الأطباء المستقلين
الجمعية الطبية الأمريكية السورية
كش ملك
للمزيد من المعلومات الرجاء التواصل مع: [email protected]