بيان صحفي / May 10, 2023

قرار إعادة سوريا لجامعة الدول العربية هي محاولة غسيل ومحي لاثني عشر عاماً من جرائم نظام الأسد


قرار الدول العربية المتخذ اليوم بالسماح لنظام الأسد بالعودة إلى جامعة الدول العربية، يشكّل تراجعاً خطيراً للعدالة وحقوق الإنسان في سوريا والمنطقة.

القرار هو تطبيع عملي مع نظام مسؤول عن جرائم مروعة على مدى ١٢ عاماً، من القصف العشوائي للسكان المذعورين، مروراً بالهجمات الكيماوية إلى الاعتقالات العشوائية والاختفاء القسري والتعذيب وجرائم الإعدام الميداني خارج نطاق القانون.

“وضعت اليوم الدول العربية سياستها الهزلية وأجنداتها الدبلوماسية الضيقة فوق أبسط المبادئ الإنسانية. عبر التصويت لإعادة النظام السوري لعضوية الجامعة العربية، فإن الدول الأعضاء خانت باستهتار  دماء عشرات آلاف ضحايا جرائم الحرب التي ارتكبها النظام، كما أعطت الأسد ضوءاً أخضراً لمواصلة ارتكاب جرائمه الفظيعة في ظل  بيئة الإفلات  من العقاب”. أكّدت ليلى كيكي، المديرة التنفيذية لحملة من أجل سوريا The Syria Campaign.

وتابعت كيكي “هذا القرار يمثل إشارة للناجين والناجيات من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بأن معاناتهم/ن لا تحظى بأية أهمية بعد الآن وبأن تحقيق العدالة لا يشكل أولوية على الإطلاق. كما أن هذا القرار يعد رسالة خطيرة إلى شعوب العالم العربي على امتداده مفادها بأنه يجري الآن وضع المسمار الأخير في نعش آمال الحرية والديمقراطية التي جاء بها الربيع العربي”. 

وأشارت كيكي إلى أن “شيئاً لم يتغير منذ إخراج سوريا من الجامعة العربية، نتيجة قمع النظام الوحشي للمتظاهرين/ات السلميين/ات في عام ٢٠١١. الشيء الوحيد الذي اختلف هو انحراف البوصلة الأخلاقية للدول العربية الأعضاء. ما حصل هو العكس، فعلى مدار السنوات الأخيرة، توسع حجم الانتهاكات وامتدادها وتزايد بشكل ملحوظ. فاليوم يستمر قصف المدنيين/ات في شمال غرب سوريا، ولا يزال هناك عشرات آلاف المختفين/ات قسراً والمعتقلين/ات تعسفياً في أقبية الأسد. كذلك فإن مئات آلاف اللاجئين/ات غير قادرين/ات على العودة خوفاً من بطش نظام الأسد”.

منذ بداية العام ٢٠٢٣، فإن الدول العربية تعمل بنشاط على استعادة علاقاتها مع النظام السوري، مراهنةً على تعاونه في قضايا معينة مثل عودة اللاجئين/ات وإيقاف تجارة مخدر الكبتاغون غير القانونية. فشل المجتمع الدولي أيضاً باتخاذ موقف صارم ضد التطبيع واستخدام نفوذه في الضغط على حلفائه العرب لعدم استعادة العلاقات مع النظام.

“على الدول العربية عدم الانخداع: استعادة العلاقات مع الأسد لن تعيد الاستقرار والرخاء إلى المنطقة، كما أنها لن تفتح الطريق لعودة اللاجئين/ات على نطاق واسع. بالنسبة للعديد من السوريين/ات، فإن العودة إلى هناك، تحت حكم الأسد، هو مصير أسوأ من الموت. وكانت أكّدت منظمات حقوق الإنسان بأن من عادوا إلى سوريا تعرّضوا للاعتقال وواجهوا انتهاكات جسيمة، بما فيها التعذيب والاغتصاب. مع استمرار الأسد في السلطة، فإن اللاجئين/ات لن يستطيعوا ولن يعودوا إلى سوريا”، أكّدت كيكي.

For English click here